وكالة مهر للأنباء_ ديانا المحمود: يتجول طلاب الحوزات العلمية بين أروقة الصالة رقم 6 في معرض طهران الدولي للكتاب المخصصة للكتب العربية يحملون بأيديهم أوراق دونت عليها عناوين كتبهم المطلوبة وجلّ هذه العناوين كتب نقدت الوهابية ودحضت السلفية وبينت حقائق مدارس أهل السنة المعتدلة، إقبال مختلف هذا العام يرجح المشاركين سببه لانتقال محل معرض الكتاب إلى خارج العاصمة طهران، ولايخفي على زائر المعرض ظلال قطع وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع عدة دول عربية.
ربما خيبة الكتاب العربي لا تتوقف على معرض طهران للكتاب الدولي فقط فسوق القراءة العربية تعاني من مشاكل عديدة إلا إن غياب تمثيل العديد من الدول زاد الطين بلة، وعلى رغم العقبات المختلفة إلا إن أربعة دور مصرية وعدد آخر من الامارات العربية المتحدة ومن فلسطين المحتلة وغيرهم عرضت كتبهم عن طريق مندوبين لهم، حيث تمثل دار الجندي من الأراضي الفلسطينية المحتلة لأول مرة في معرض طهران للكتاب الدولي.
لأول مرة تشارك دار الجندي للنشر والتوزيع من فلسطين المحتلة
يرى صاحب دار العربية للموسوعات- بيروت "خالد العاني" الذي يشارك منذ سنوات عديدة في معرض طهران الدولي للكتاب إن الاقبال خلال السنوات الأخيرة على الكتاب العربي يشهد ضعفاً ملحوظا، موضحاً إن مشكلات عديدة ربما تواجه الكتاب العربي من جهة المضمون ومن جهة التسويق إلى جانب انعدام الدعم الحكومي للبرامج الثقافية التي تحتفل بالكتاب.
وأضاف العاني إن ارتفاع اسعار العملات يؤثر سلباً على مبيع الكتب في المعارض الدولية، منتقداً ضعف القوانين الجمركية التي من شأنها تسهيل نقل الكتب بين الدول المختلفة وارتفاع أجور الغرف في المعرض، مطالباً إدارة معرض طهران الدولي للكتاب بتخفيف الأجور.
وأوضح العاني إن عدد زوار معرض الكتاب حتى اليوم الرابع متوسط بالمقارنة بالسنوات السابقة، لافتاً إلى إن مبيع الكتب في الغالب لصالح المؤسسات أكثر من الأفراد.
قراء الكتاب العربي في الغالب طلاب الحوزات العلمية
وأوضح صاحب دار نشر وتوزيع ناصيف - سورية المشاركة للمرة الخامسة والعشرين في معرض طهران الدولي للكتاب إن اقبال القارئ الايراني يصب على الفلسفة والتصوف والعلوم الدينية فقراء الكتاب العربي في ايران في الغالب طلاب حوزات علمية مما دفعه لتركيز على هذا النوع من الكتب، موضحاً إنه يقدم كتب داره الخاصة ويوزع بالوكالة كتب عدد من دور النشر والطباعة العربية.
وشرح صاحب دار ناصيف السورية إن 20% من كتبه لهذا العام هي من الاصدارات الحديثة حيث تصل عدد عناوين كتب داره لهذا العام إلى 3600 عنوان، مضيفاً إن الاقبال على كتب تعلم اللغة العربية مميز جداً في طهران.
وأشار صاحب دار ناصيف السورية إن الجمهور الايراني يقبل إيضاً على قراءة كتب أهل السنة وفقههم موضحاً إن المؤسسات والمكاتب الايرانية تتابع كل جديد دون تمييز، وعن هذه الدورة يقول صاحب دار ناصيف إن الزوار الفرديين أقل من السنة الماضية متمنياً أن تشهد الايام التالية من معرض الكتاب أقبالاً أفضل.
وأوضح مندوب دار الساقي - بيروت إن اقبال الجمهور نحو الكتب الفكرية أكثر من غيرها، لافتاً إلى إن القارئ الايراني لايهتم بالرواية والقصة العربية الحديثة بلغتها الأم ويقصد غالباً أمهات الكتب إلى جانب مجموعة صغيرة من القرن العشرين، مشيراً إلى إن عدداً من روايات دار الساقي تمت ترجمتها للغة الفارسية وهي معروضة حالياً في الجناح المخصص للكتب باللغة الفارسية إلا إن الاقبال عليها إيضاً لا يقارن بالاقبال على الكتب الأجنبية المترجمة.
ادارة المعرض طالبت المشاركين بدفع أجور الغرف باليورو مسبقاً
وأشار مندوب دار الخير - سورية عمر الجعفر إن الكتاب يحتاج إلى دعم كبير من القائمين على هذه النشاطات، منتقداً شروط إدارة المعرض لهذه بدفع أجور الغرف باليورو ومسبقاً، منوهاً إلى إن البيع في ايران يعتمد على المؤسسات والمكتبات وليس على الأفراد.
وعلق محمد رضا 28 عاماً وهو أحد زوار المعرض على سؤال مراسلة وكالة مهر للأنباء عن مستوى الكتاب العربي خلال السنوات الأخيرة قائلاً أنا أقصد البحث عن كتب علم الكلام والفلسفة الاسلامية وهي موجودة بكثرة إلا إنني لا أرى أبحاث ودراسات لهذه الكتب القديمة باللغة العربية والحقيقة نحن نحتاج النص القديم ودراسات حديثة له إيضاً.
أما مهدي 42 عاماً يزور المعرض سنوياً وحاول الحصول على كتب جديدة يقول لمراسلة وكالة مهر للأنباء: هناك دراسات جديدة بالفعل محصورة بعدد من دور النشر وهي جيدة وتحمل لنا افكار العالم العربي لافتاً إلى إن الاسعار عالية جداً لاتمكن المشتري من اقتناءها فالكتب من بيروت تباع بمعادل سعرها بالدولار مما يجعلها غالية جداً.
يبدو إن الجناح العربي في معرض طهران للكتاب الدولي يعكس بشكل جيد واقع العلاقات الثقافية بين العالم العربي وايران، فمن يتوجه إلى قراءة الكتب العربية بلغتها الأم هم في الغالب من طلاب الحوزات العلمية أو الأدب العربي مما يجعل الكتب المطلوبة بالفعل هي في مجالين أما العلوم الاسلامية أو علوم اللغة العربية، فيما يضعف الطلب على الدراسات الفكرية أو الروايات العربية المعاصرة الأمر الذي يعزيه بعض المشاركين في المعرض إلى سوء التسويق وانقطاع التواصل الفكري الحديث فما يجمع بين الايرانيين والعرب اليوم هو الاسلام وبرغم الجوار فإن جسور الثقافة المعاصرة بين هذين الشعبين باستثاء بعض الترجمات فهي هزيلة جداً خلال السنوات الأخيرة.
الجدير بالذكر إن الاقبال على ترجمة الكتب العربية إلى اللغة الفارسية أفضل بكثير من استقبال دور النشر العربية للكتاب الفارسي المترجم الأمر الذي تعلقه دور النشر العربية على سياسية العرض والطلب من جهة وضعف التواصل من جهة ثانية. /انتهى/.
تعليقك